أطلقت مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر بدبي المرحلة الأولى من حملة استقطاب التبرعات الخاصة ببرنامج سلمى للإغاثة العاجلة الذي يمثل انعكاسا للنهج الحضاري لدولة الإمارات في التعامل مع العالم الخارجي ونشر قيم الخير وبناء جسور المحبة والتعاون بين جميع الشعوب.

جاء الإعلان عن الحملة التي تستهدف جمع تبرعات لإنتاج وتوزيع الوجبات الغذائية الحلال على المتضررين من الحروب والكوارث الطبيعية في مختلف دول العالم خلال مؤتمر صحفي عقدته المؤسسة اليوم في فندق إنتركونتننتال فيستفال سيتي بدبي.

وجاء إطلاق المرحلة الأولى من الحملة الخاصة ببرنامج سلمى للإغاثة العاجلة في إطار تعزيز مكانة دولة الإمارات على المستوى الدولي من خلال استهداف إنتاج وتوزيع مليون وجبة غذائية إغاثية في أنحاء متفرقة من العالم خلال العام الجاري وتعد هذه المرحلة استكمالا لإطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله للبرنامج في العام الماضي 2014 وتم تكليف مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر بإدارة البرنامج والإشراف على عملية تجهيز الوجبات وتوزيعها على المستوى الدولي بالتعاون مع عدد من الجهات المختصة والمعنية على المستويين المحلي والدولي.

ويهدف برنامج سلمى إلى إغاثة المحتاجين عن طريق توفير وجبات غذائية حلال لضحايا الكوارث والحروب في أنحاء مختلفة من العالم بما يسهم في تعزيز السمعة المرموقة لدبي ودولة الإمارات على مستوى العالم كما يعتبر البرنامج واحدا من مبادرات “دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي” من خلال توجيه قطاع الأغذية الحلال نحو تحقيق أهداف سامية وتمكين المحتاجين في العالم من الحصول على غذاء صحي وموثوق وفق أصول الشريعة الإسلامية.

ويعتبر البرنامج مبادرة وقفية ضمن الملف الذي تديره مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر ويهدف إلى تعزيز مفاهيم الخير والمحبة والتعاون بين مختلف الشعوب انطلاقا من جهود دولة الإمارات في محاربة الفقر والجهل والمرض وتعميم الرخاء على المستوى الدولي.

وفي عام 2014 قامت مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر بدبي وبناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالتعاون مع المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بإغاثة المنكوبين في قطاع غزة بالتعاون بالتنسيق مع وكالة غوث للاجئين الفلسطينيين “الأونروا” وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة. وتم توزيع الدفعة الأولى المكونة من 200 ألف وجبة غذائية.

وتحدث في المؤتمر سعادة حسين أحمد القمزي رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر بدبي وسعادة عبدالله العور المدير التنفيذي لمركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي وسعادة محمد عبدالله الزرعوني مدير عام هيئة الهلال الأحمر بدبي وسعادة عبدالله الوردات مدير برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في دولة الإمارات وممثلين عن المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بدبي.

وحضر المؤتمر سعادة سامي القمزي مدير عام دائرة التنمية الاقتصادية إلى جانب عدد من المسؤولين في حكومة دبي والاعلاميين.

وحول إطلاق المرحلة الأولى من الحملة قال سعادة حسين القمزي أن ديننا الإسلامي السمح دين خير وعطاء ورحمة وأن دولة الإمارات تترجم ثقافتها وتراثها الأصيل عبر المبادرات النوعية كسلمى وسواها في إطار انتمائها الإنساني العابر للحدود..مشيرا إلى أن مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر بدبي بتوليها تنفيذ برنامج سلمى لإغاثة المنكوبين فإنها تدعم موقع إمارة دبي ودولة الإمارات كمركز رائد لتمويل صناعات الطعام الحلال الدولية الإسلامية حيث يعتمد برنامج سلمى الإنساني على توفير الغذاء الحلال كمساعدة إغاثية دولية عاجلة بطريقة فريدة ومستدامة ولضمان ديمومته حيث تم إطلاقه بناء على قاعدة الاستدامة الوقفية والتي تستند على التبرعات في المرحلة الأولى وصولا إلى قدرة البرنامج على الاعتماد المالي الذاتي في مرحلة لاحقة.

واضاف ان التبرعات التي سيتلقاها برنامج سلمى سيتعمل على مساندة المنكوبين بالتنسيق مع المؤسسات والهيئات العالمية الناشطة في قطاع الإغاثة حيث أطلقنا اليوم مجموعة من الوسائل التي تمكن الأفراد والمؤسسات من التبرع للبرنامج من أجل إنتاج وتصنيع وتوزيع الوجبات الغذائية الحلال لمن هم في أمس الحاجة اليها وذلك وفقا للدراسات والاحصائيات التي تقوم بها المؤسسات العالمية المعنية بضحايا الكوارث والمنكوبين.

من جانبه قال سعادة عبدالله محمد العور إن هذه الخطوة تتجلى في أهداف ورؤى الاقتصاد الإسلامي الذي نتطلع من خلاله إلى إحداث تغيير في حياة الشعوب وتحمل مسؤوليتنا الاجتماعية والانسانية تجاه كل محتاج على اختلاف دينه وانتمائه .. معربا عن أمله أن تمثل هذه المبادرة نموذجا عالميا يترجم رؤية دولة الإمارات في تطوير منظومة اقتصادية مستوحاة من ديننا الحنيف والتي تكرس مبادئ العدل والمساواة والتراحم بين شعوب الأرض كافة.

**********———-********** وأكد محمد عبد الله الحاج الزرعوني مدير هيئة الهلال الأحمر الإماراتي فرع دبي على أهمية مشروع سلمى ودوره الفاعل في مجال الإغاثة الغذائية العاجلة والذي يتكامل مع منظومة العمل الإنساني داخل الدولة وخارجها وأن حصول دولة الإمارات على المركز الأول كدولة مانحة في مجال المساعدات الخارجية ناتج عن نهج إنساني متقدم ومبدع ترعاه القيادة الرشيدة للدولة.

وفي سياق متصل أشارت شيماء الزرعوني المديرة التنفيذية للمدينة العالمية للخدمات الإنسانية إلى أهمية العمل الخيري والوقفي وضرورة دعم المؤسسات العاملة في هذا المجال ونوهت بأهمية التنسيق والتعاون بين المدينة ومؤسسة الأوقاف وشؤون القصر في خطوة تتيح تبادل الخبرات ونقل المعرفة بين الطرفين لتعم الفائدة على جميع المستفيدين من برامجهما على المستوى المحلي والعالمي.

وقال مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة في الإمارات عبدالله الوردات إن برنامج الأغذية العالمي يثمن مشروع سلمى الذي يمثل حلولا ابداعيه ومبتكرة حول كيفية تقديم المساعدات الغذائية والذي فتح آفاقا واعدة بالنسبة لمهمة محاربة الجوع وسوء التغذية في حالات الطوارئ.

وأضاف الوردات أن مشروع سلمى تتجلى جهود برنامج الأغذية العالمي لإيصال المساعدات الانسانية بشكل فوري للعائلات النازحة التي فقدت كل شيء ولا تملك الإمكانيات المادية للحصول على الأغذية.

ويتعاون برنامج الأغذية العالمي الذي يعتبر أكبر منظمة إنسانية تحارب الجوع على المستوى الدولي مع كل من حكومة دبي ومؤسسة الأوقاف وشؤون القصر لتسليم أغذية سلمى الجاهزة للاستهلاك لسكان غزة خلال فصل الصيف من العام الماضي ويحاول البرنامج إيجاد فرص جديدة لاستخدام هذه الموارد لمساعدة العائلات المتضررة من الكوارث الطبيعية والصراعات في مناطق أخرى من العالم.

وقال عبد الوهاب صوفان مدير برنامج سلمى انه إذا كان الغذاء من أولويات إغاثة الإنسان فإن الغذاء الصحي هو شرط وضرورة لتمكين الإنسان من ممارسة واجبه اليومي واليوم أصبح الغذاء الحلال مطلب العديد من الشعوب على اختلاف انتماءاتها لأنه يمتلك أعلى مزايا الجودة والخصائص الصحية ونسعى في مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر بدبي لأن تكون الإمارات من أوائل الدول التي تسعى إلى تطوير قطاع الأغذية الحلال خدمة للإنسان وللبشرية جمعاء.

وأشار صوفان إلى أن الأرباح الناجمة عن معالجة المنتجات الثانوية من الأنعام والمواشي مثل الصوف والجلود والدهون ستذهب إلى الوقف المخصص للبرنامج في إطار الحفاظ على التكاليف الإدارية والعملية وكذلك التنمية المالية المحتملة للأصول لتوفير المساعدات الغذائية بشكل دائم وبالتالي يمكن من خلال مساهمة واحدة من إحدى الجهات المانحة الحفاظ على استمرارية العطاء لكونه يساهم في بناء وقف سلمى وكذلك المساعدة في التقليل من الهدر.

يذكر أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أطلق اسم سلمى على هذه المبادرة تكريما لذكرى الممرضة الإماراتية سلمى الشرهان /1934- 2014/ التي كرست حياتها لرعاية ومساندة المحتاجين من خلال عملها في المناطق الريفية برأس الخيمة. وتحمل هذه المبادرة كل القيم الانسانية السامية التي جسدتها سلمى الشرهان في حياتها إضافة إلى قيم دولة الإمارات وثقافتها الإسلامية المحبة للخير والسلام.

وبإمكان الراغبين بالتبرع من خلال حوالة مصرفية عبر نور بنك أو عبر أجهزة الصراف الآلي التابعة لنور بنك لتقديم التبرعات. أو من خلال التبرع عبر الهاتف المتحرك على أي من الشبكتين “اتصالات أو دو” من خلال إرسال رسالة بكلمة سلمى إلى الرقم 3100 للتبرع بمبلغ 100 درهم أو من خلال إرسال رسالة بكلمة سلمى إلى الرقم 7750 للتبرع بمبلغ 50 درهما أو من خلال إرسال رسالة بكلمة سلمى إلى الرقم 7710 للتبرع بمبلغ 10 دراهم وأخيرا هناك إمكانية للتبرع عبر الموقع الإلكتروني للبرنامج.