وصف معالي أنتونيوغوتيريس المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين العلاقة بين “المفوضية” ودولة الإمارات العربية المتحدة بأنها “ذات أهمية كبيرة ومتميزة”.

وأكد أن الإرث الإنساني للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” يعتبر مثالا يحتذى به لما قدمه لصالح اللاجئين والنازحين في مختلف أنحاء العالم ليحتل هذا الإرث مكانته في صميم سياسة الدولة مما وضعها في مصاف الدول الأكثر سخاء من حيث عملها الإنساني والخيري.

وقال في حوار خاص لمجلة “طوارئ وأزمات” التي تصدر عن “الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث” إن دولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر داعما رئيسا على خريطة المعونات الإنسانية والإنمائية الدولية ..مشيرا إلى أن أكبر مخازن الطوارئ العالمية لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين موجود في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي.

وأضاف ..نحن ممتنون جدا للدعم السخي الذي نتلقاه من الإمارات العربية المتحدة .

وأشار غوتيريس في “حوار العدد” الحادي عشر من المجلة إلى أن عدد الأزمات في العالم ازداد بشكل مطرد واعتبر أن الأزمة الإنسانية السورية هي أكبر أزمة في القرن الواحد والعشرين ذلك أن الأحداث في هذا البلد تسببت في أكبر عملية نزوح منذ الحرب العالمية الثانية ويمثل الأطفال نصف أعداد اللاجئين وهم يعيشون ظروفا إنسانية صعبة.

وقال “لقد وضعت الأزمة في سوريا جميع آليات إدارة الطوارئ لدينا أمام اختبار صعب والآن هناك ما يقارب من 3.2 مليون لاجئ سوري مسجل في المنطقة بالإضافة إلى أكثر من 7.5 مليون نازح في داخل سوريا وجميعهم في حاجة للمساعدة”.

ورأى أن “مؤتمر إدارة الطوارئ والأزمات” الذي تنظمه “الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث” في العاصمة أبوظبي يحتل درجة كبيرة من الأهمية فهو الحدث الأول والوحيد من نوعه على مستوى منطقة الخليج والشرق الأوسط ويأتي في الوقت المناسب خاصة في ظل ما تشهده المنطقة العربية من أزمات كما أنه ينم عن حرص قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة على الاستمرار في العمل الدؤوب مع المجتمع الدولي لمواجهة وتخفيف آثار وتداعيات الأزمات الإنسانية.

**********———-********** ونوه بأن المفوضية بصدد عقد أول دورة تدريبية في إدارة الطوارئ في دولة الإمارات العربية المتحدة بالتنسيق ما بين مفوضية اللاجئين و”المدينة العالمية للخدمات الإنسانية”.

وأشار إلى أن الاحتياجات تنمو بشكل مطرد وليس بمقدور المفوضية بمفردها تلبيتها كلها وجدد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الدعوة إلى الدول المانحة والمجتمع الدولي للتعبير عن تضامنهم مع اللاجئين والمجتمعات في وقت أصبحت فيه الأموال المتاحة للعمل الإنساني غير كافية على الإطلاق.

وأكد أن تعزيز الاستجابة لحالات الطوارئ والازمات أصبح أولوية بالنسبة إلى المفوضية ..موضحا أن هذه الأخيرة قامت بإنشاء مخازن لحالات الطوارئ والازمات تضم مواد إنسانية أساسية تستطيع إيصالها إلى مستحقيها خلال 72 ساعة.

وقال انه ليس من ولاية المفوضية الاستجابة للكوارث الطبيعية إلا أنه يطلب منها ذلك في بعض الأحيان بحكم خبرتها في مجال الاستجابة للحالات الطارئة.

وأضاف أن المفوضية شكلت فريقا متخصصا في الاستجابة للطوارئ والازمات قوامه عدد من الموظفين من المسؤولين والمديرين من ذوي الخبرة والكفاءة في جميع المجالات الإنسانية ويبقى هذا الفريق على استعداد تام ويتم استدعاؤه على وجه السرعة في حال نشوء أي ظرف طارئ حيث يمكن نشره في غضون 72 ساعة.

ورأى معالي أنتونيو غوتيريس أن الإعلام يلعب دورا بارزا ويمكن أن يكون شريكا مهما في مواجهة حالات الطوارئ والأزمات والكوارث من خلال تقديم المعلومات الإرشادية حول كيفية التعامل لمواجهة الطوارئ والأزمات والكوارث بالإضافة إلى تسليط الضوء على القضايا الإنسانية واحتياجات المتضررين من أجل تشجيع الدعم والمساندة.

واعتبر أن التنبؤ المسبق بالطوارئ والأزمات قبل وقوعها يشكل أحد أهم جوانب الإدارة الناجحة للطوارئ والازمات مما يجعل نتائجها السلبية في حدها الأدنى من خلال التدابير الاستباقية للحد والتقليل منها أو التعامل الفعال معها في حال وقوعها.